الخميس، 20 يوليو 2017

‏من هي ليلى التي تغنى بها السادة الصوفية؟

من هي ليلى التي تغنى بها السادة الصوفية؟ 

يتعجب البعض حين يجدون اسم “ليلى”في قصائد الصوفية، فمن هي ليلى هاته التي تغنى بها الصوفية؟ هل هي إنسية أم جنية؟ هل هي حور العين التي تحدث عنها القرآن ؟ أم عروس الحضرة كما يقال؟ أم هي الروح في أسمى معانيها؟ أم هي شيء آخر لا نعرفه يدركه فقط العارفون بالله الذين كشفت لهم الحجب؟
حينما يتغنى الصوفية بليلى لا نفهم من أقوالهم سوى ذلك الفيض الجارف من المحبة و الوصف البديع للحسن و الجمال و الأخذ الجذاب للأشواق، و لا ندري من هي هذه ليلى التي يتحدثون عنها لأنهم كما يقولون جمعت كل المعاني.
يقول الشيخ أحمد العلوي المستغانمي :”ظهرت بكل لون ماذا يحصي جفن”..،ولا تجلو هذه الحيرة و الدهشة حتى ينغمس المريد في التصوف ويذوق من مشرب القوم ،آنذاك تنحل العقد و تنفك الطلاسم، ويصبح المريد قادرا على فهم كلام المشايخ، فكلهم تحدثوا عن المرأة وتغنوا بليلى.

ووما جاء في “ليلى”،قول محيي الدين بن عربي: سلبت ليلى مني العقل..قلت يا ليلى ارحمي القتلى:كما يقول أحمد العلوي:
دنوت من حي ليلى لما سمعت نداها..يا له من صوت يحلو أود لا يتناهى،رضت عني جذبتني أدخلتني لحماها..آنستني خاطبتني أجلستني بحداها..
والقصائد عديدة تلك التي تتكلم عن حسن ليلى، هذا ما يفهم من ظاهر القول ،ولكن حقيقته تتحدث عن شيء سام، فهذه المرأة معنوية وليست حسية، روحية وليست بدنية، جمعت فيها كل مميزات الحسن والجمال والبهاء والرونق، لا الشيخ بينه وبينها، فهو كنهها، أخذته بالكلية، طورته بدلته وأعطت له سماتها الخاصة بل قتلته وضاء نجمه في سماها. يخاطب الشيخ المريدين الذين يبحثون عن الحسن أن يأخذوا من خلال هذه الكلمات شيئا من نورها.
إنه يريد أن ينقل المريد إلى مرحلة الدخول لحضرة المولى عز وجل، كي يتلقى هذا الفيض الرباني، فيعرف الحقائق والرقائق وتكشف له الحجب النورانية كي يتيه حبا ووجدا في خالقه، فليلى هي الروح التي يدرك بها العارف الذات الإلهية، وهذا ما نلمسه في كل أشعار الصوفية الذين تغنوا بالمرأة وبالضبط بليلى. فتبرز «ليلى» كملهمة لهم فهي شمس المعاني، يصورها تصويرا رائعا بكلام رباني أخاذ يسلب الروح والعقل ويشد الجوارح وينعش القلب، يتواجد له الإنسان تيها وطربا، ويهيم فيه شوقا ووجدا، إنه كلام صادر في حالة سكر وليست حالة صحو، سكر بالله وتيه بالله وطربا بالله،فما شربوا اثما ولا طعموا خمرا،لكن بريق القرب أفنى عقولهم، لذلك فالكلمات ليست كالكلمات والألفاظ ليست هي الألفاظ، إنها تعابير رقيقة من معين المعرفة بالله، فهذا تصوير ينقل من الحس إلى المعنى ، من الشبح إلى الروح.

وهكذا تنتهي الحيرة والدهشة حول ماهية ومكنون “ليلى ” التي تغنى بها الصوفية، لنتأكد من أن «ليلى» هي تلك اللطيفة الربانية التي أودعها الله فينا، وظهرت بشكل واضح في المرأة، باعتبارها كائن لطيف ناعم جميل، خلق الله هذه الروح في أحسن صورة، فلا غرابة أن يتغنى بها أهل الله، فهي حاملة للروح في نقائها وصفائها والروح شيء سام مقدس لا يدرك معناه إلا العارفون الذين سلكوا دروب التربية الروحية ودخلوا حضرة المولى عز وجل، وانتقلوا بأنفسهم من مرحلة النفوس إلى مرحلة الروح إلى مرحلة السر..
فلو استطاع الانسان فهم الروح التي بين جنبيه لعرف خالقه أحسن معرفة فمن ” عرف نفسه عرف ربه” ،فبسلوك مسلك العارفين وفهم أقوالهم ،يتعرف المرء على هذه اللطيفة الربانية والروح السامية…

هناك تعليق واحد:

  1. السلام على الجميع،

    اسمي السيدة دانة أحمد. أنا امرأة سعيدة اليوم، وقلت لنفسي إن أي مُقرض ينقذ عائلتي من وضعنا السيئ، سأحيله إلى أي شخص يبحث عن قرض. لقد أعطوا السعادة لي ولعائلتي. كنت بحاجة إلى قرض لبدء حياتي من جديد لأنني أم عازبة ولديها 3 أطفال. لقد التقيت بشركة القروض الصادقة والخائفة من الله والتي ساعدتني في الحصول على قرض. إذا كنت بحاجة إلى قرض وسوف تقوم بسداد القرض، يرجى الاتصال بفايزة للتمويل وإخبارهم أن السيدة دانة أحمد هي التي تحيلك إليهم. اتبع جميع التعليمات وسوف تحصل على القرض الخاص بك. اتصل بهم على بريدهم الإلكتروني: (contact@faizaafzalfinance.com) أو WhatsApp: +91 (789) 937-7046. للمزيد من المعلومات.

    ردحذف